فلنكن من أولي بقية – الشيخ عبد الرحيم الشيزاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ ذِي الْفَضْلِ وَالآلاءِ، سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ، هُوَ الْمُتَفَرِّدُ بِالْبَقَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ (البقرة)، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، خَيْرُ الأَصْفِيَاءِ، وَسَيِّدُ الأَنْقِيَاءِ، وَإِمَامُ الأَتْقِيَاءِ،صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الْبَرَرَةِ الأَوفِيَاءِ.
)أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ؛ فَإِنَّ التَّقْوَى هِيَ الأَسَاسُ، وَصِرَاطُ اللهِ إِلَى سَعَادَةِ النَّاسِ ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً (4)وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5) (الطلاق) .
عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ للهِ جَلَّ جَلالُهُ فِي كَوْنِهِ نَوَامِيسَ، وَلَهُ فِي خَلْقِهِ سُنَنًا وَقَوَانِينَ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) التين، وَلا تَزَالُ آثَارُ الْحِكْمَةِ الرَّبَّانِيَّةِ تَتَجَلَّى يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ، وَيَظْهَرُ اطِّرَادُهَا فِي الأُمَمِ وَالأَقْوَامِ أُمَّةً بَعْدَ أُمَّةٍ وَقَوْمًا بَعْدَ قَوْمٍ؛ فَالْعَاقِلُ مَنْ يَلْتَزِمُ تِلْكَ السُّنَنَ، وَلا يَحِيدُ عَنْ تِلْكَ النَّوَامِيسِ؛ لأَنَّ فِي الْتِزَامِهَا بَقَاءَ الأُمَمِ، وَفِي عَدَمِ الحَيْدِ عَنْهَا سَلامَةَ الْمُجْتَمَعَاتِ، وَمَنْ تَتَبَّعَ أَسْرَارَ بَقَاءِ الأُمَمِ وَذَهَابِهَا وَجَدَهَا مُرْتَبِطَةً بِتِلْكَ النَّوَامِيسِ، وَمُتَّصِلَةً بِتِلْكَ السُّنَنِ، وَلِذَلِكَ كَانَ مِنْ فِعْلِ أُولِي الأَلْبَابِ أَخْذُ الْعِبَرِ؛ فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَعْتَبِرْ بِغَيْرِهِ اعْتَبَرَ بِهِ غَيْرُهُ، وَإِنَّ فِي قَوْلِ اللهِ جَلَّ جَلالُهُ: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (111) يوسف، لَذِكرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.(37) ق.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
لَيْسَ هُنَاكَ كِتَابٌ أَعْظَمُ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَلا عَجَبَ؛ فَهُوَ الْكِتَابُ الذِي( لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ )(42) (فصلت)، وَقَدْ رَسَمَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ فِي سُطُورٍ مَعْدُودَاتٍ سِرَّ بَقَاءِ الأُمَمِ، وَوَضَعَ أُسُسَ بِنَاءِ الْمُجْتَمَعَاتِ وَتَطْوِيرِهَا، وَمَا مِنْ أُمَّةٍ بَقِيَتْ إِلاَّ وَسَبَبُ بَقَائِهَا الْتِزَامُ سِرِّ الْبَقَاءِ ذَلِكَ، وَمَا مِنْ أُمَّةٍ ذَهَبَتْ إِلاَّ وَسَبَبُ ذَهَابِهَا التَّفْرِيطُ فِي الْعَمَلِ بِذَلِكَ السِّرِّ؛ وَلَمَّا كَانَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ الْعَجِيبَةِ، كَانَ مُسْتَحِقًّا لِوَصْفِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ بِالْحَكِيمِ وَالْكَرِيمِ وَالْمُبِينِ، وَكَانَ حَقِيقًا بِحِفْظِ اللهِ لَهُ؛ فَهُوَ الصَّالِحُ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، وَمَا أَعْظَمَ قَوْلَ اللهِ فِيهِ: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) (الطارق).
عِبَادَ اللهِ:
كَمْ تَتُوقُ نُفُوسُنَا إِلَى مَعْرِفَةِ ذَلِكَ السِّرِّ بَعْدَ تِلْكَ الْمُقَدِّمَاتِ، وَكَمْ تَشْتَاقُ قُلُوبُنَا إِلَى التَّذْكِيرِ بِتِلْكَ النَّوَامِيسِ وَالسُّنَنِ؛ فَمَا أَعْظَمَ حَاجَةَ الإِنْسَانِ إِلَى التَّذْكِيرِ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) ( الذاريات)، فَتَعَالَوْا بِنَا إِذَنْ إِلَى قَوْلِ اللهِ جَلَّ جَلالُهُ: فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) (هود)، فَمَنْ تَدَبَّرَ هَذِهِ الآيَةَ وَجَدَ أَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ اسْتَعْمَلَ مَادَّةُ التَّنْجِيَةِ فِي التَّعْبِيرِ عَنْ بَقَاءِ الأُمَمِ، وَفِي ذَلِكَ إِشَارَةٌ جَلِيَّةٌ إِلَى السَّلامَةِ؛ فَإِنَّ التَّنْجِيَةَ قَبْلَ الْوُقُوعِ فِي الْمَحْذُورِ، فَفِي هَذِهِ الآيَةِ إِذَنْ مَسْلَكُ النَّجَاةِ، وَطَرِيقُ الْبَقَاءِ وَالسَّلامَةِ، وَسَبِيلُ التَّنْمِيَةِ وَالتَّطْوِيرِ، وَقِوَامُ ذَلِكَ كُلِّهِ النَّهْيُ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ، وَرَأْسُ الأَمْرِ أُولُو الْبَقِيَّةِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا أُولُو الْبَقِيَّةِ! دَلِيلُهُمُ الْعِلْمُ، وَلِبَاسُهُمُ الْحِكْمَةُ، وَسِرُّ نَجَاحِهِمُ الصَّبْرُ، وَحُسْنُ صُنْعِهِمْ مِنَ الأَنَاةِ، وَثَرْوَتُهُمُ الأَخْلاقُ، وَلَعَمْرُ اللهِ تِلْكَ خِصَالٌ يُحِبُّهَا اللهُ وَرَسُولُهُ؛ فَكَانُوا كَمَنْ وَصَفَهُ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ صلى الله عليه وسلم بِقَولِهِ: ((إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ: الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ)).
أَيُّهَا النَّاسُ:
إِنَّ أُولِي الْبَقِيَّةِ الَّذِينَ جَعَلَ اللهُ فِيهِمْ أَمَانَةَ الأَمْرِ بِإِصْلاحِ الأَرْضِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْفَسَادِ فِيهَا لَهُمْ صِفَتَانِ، وَفِيهِمْ خَصْلَتَانِ مَحْمُودَتَانِ؛ فَلا بُدَّ أَنْ يَكُونُوا حُفَظَاءَ عُلَمَاءَ، فَالْحِفْظُ مَعْنَاهُ الأَمَانَةُ، وَالْعِلْمُ مَعْنَاهُ الْخِبْرَةُ الْوَافِيَةُ بِمَا اسْتُرْعُوا عَلَيْهِ مِنْ عَمَلٍ، وَاجْتِمَاعُ هَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ هُوَ الْقُوَّةُ، وَانْعِدَامُهُمَا أَوْ انْعِدَامُ إِحْداهُمَا هُوَ الضَّعْفُ بِعَيْنِهِ؛ فَإِنَّ انْعِدَامَ الأَمَانَةِ إِفْسَادٌ لَيْسَ مِنْ بَعْدِهِ إفْسَادٌ، وَعَدَمَ وُجُودِ الْعِلْمِ بِالْمُسْـتَرْعَى بِهِ تَضْيِيعٌ لَيْسَ مِنْ بَعْدِهِ تَضْيِيعٌ، وَإِنَّ اجْتِمَاعَهُما هُوَ الْكَفَاءَةُ، وَلَمَّا كَانَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ مُنْعَمًا عَلَيْهِ بِهَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ، كَانَتْ إِدَارَتُهُ لِلْمَالِ الْعَامِّ نَاجِحَةً نَجَاحًا اسْتَحَقَّ بِهِ ثَنَاءَ اللهِ عَلَيْهِ؛ فَكَانَ خَبَرُهُ قُرْآنًا يُتْلَى إِلى أَنْ يَرِثَ اللهُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) (يوسف)، وَكَانَ مِنْ حِكْمَةِ مَلِكِ زَمَانِهِ بَعْدَ ثُبُوتِ أَمَانَتِهِ عِنْدَهُ أَنْ مَكَّنَهُ قَائِلاً لَهُ: إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) (يوسف)، فَلَيْسَ لِلْكُفْءِ أَنْ يُنْتِجَ مِنْ غَيْرِ تَمْكِينٍ، وَالتَّمْكِينُ هُوَ الْمُعَبَّرُ عَنْهُ فِي زَمَنِنَا بِإِعْطَاءِ الصَّلاحِيَّاتِ.
فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَكُونُوا عِنْدَ حُسْنِ الظَّنِّ، وَاحْمِلُوا أَمَانَةَ اللهِ كَمَا أَرَادَ اللهُ، تَكُونُوا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْمَقْبُولِينَ.
أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
—————–
الْحَمْدُ للهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَصَحْـبِهِ وَمَنْ وَالَاهُ.
أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَاشْكُرُوا اللهَ عَلَى نَعْمَائِهِ، وَاحْمَدُوهُ عَلَى آلائِهِ، وَمَا أَجَلَّ آلاءَهُ، وَمَا أَكْثَرَ نَعْمَاءَهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18) (النحل)، فَكَانَ مِنَ الْوَاجِبِ الْحِفَاظُ عَلَى تِلْكَ النِّعَمِ، وَرِعَايَةُ تِلْكَ الآلاءِ، وَاسْتِعْمَالُهَا فِيمَا خُلِقَتْ لَهُ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ … (7) (إبراهيم)، وَاعْلَمُوا أَنَّ أُولِي الْبَقِيَّةِ الَّذِينَ إِلَيْهِمْ أَمَانَةُ إِصْلاحِ الأَرْضِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْفَسَادِ فِيهَا لا بُدَّ أَنْ يَكُونُوا فِي كُلِّ جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِ الْحَيَاةِ؛ فَتَجِدُهُمْ قَائِمِينَ بِأَمَانَةِ التَّعْلِيمِ، وَتَجِدُهُمْ مُجِدِّينَ فِي تَطْوِيرِ قِطَاعِ الصِّحَّةِ، وَيَكُونُوا عَلَى رَأْسِ تَنْمِيَةِ الاقْتِصَادِ وَتَنْوِيعِ مَصَادِرِهِ، وَتَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ عَلَى أَمْنِ الْمُجْتَمَعِ وَحِفْظِهِ، لا يَعْرِفُونَ الْمَلَلَ، وَلَيْسَ فِي قَامُوسِهِمْ كَلَلٌ، يَسْتَشِيرُونَ أَهْلَ الْمَشُورَةِ مِنْ فُرْسَانِ الرَّأْي، قَدْ كَبَحُوا جِمَاحَ حَظِّ النَّفْسِ؛ فَكَانَتْ مَصْلَحَةُ الأُمَّةِ عِنْدَهُمْ مُقَدَّمَةً عَلَى الْمَصْلَحَةِ الْخَاصَّةِ، ظَهَرَ صِدْقُ بَاطِنِهِمْ فِي صِدْقِ أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ فَلَنْ يُضِيعَ اللهُ عَمَلَهُ؛ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، فَوَجَبَ عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى قَدْرِ الْمَسْؤُولِيَّةِ ((فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)).
هذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ الأَمِينِ، فَقَدْ أَمَرَكُم رَبُّكُمْ بِذَلكَ حِينَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) (الأحزاب) .
اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلَّمتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وعَنْ جَمْعِنَا هَذَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِينَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُومًا.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَاهْدِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْحَقِّ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الخَيْرِ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلامَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ بِكَ نَستَجِيرُ، وَبِرَحْمَتِكَ نَستَغِيثُ أَلاَّ تَكِلَنَا إِلَى أَنفُسِنَا طَرفَةَ عَينٍ، وَلاَ أَدنَى مِنْ ذَلِكَ، وَأَصلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ يَا مُصلِحَ شَأْنِ الصَّالِحِينَ.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِ نِعمَتَكَ، وَأَيِّدْهُ بِنُورِ حِكْمَتِكَ، وَسَدِّدْهُ بِتَوفِيقِكَ، وَاحفَظْهُ بِعَينِ رِعَايَتِكَ.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ آمَنَ بِكَ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.