نشوز الزوجة على زوجها
نشوز الزوجة على زوجها
النشوز في اصطلاح الشرع, هو امتناع الزوجة من أداء حقوق الزوج أو عصيانه أو إساءة معاشرته.
وصور النشوز كثيرة : و هي ترك طاعته, كخدمته والقيام على مصالحه وسائر حقوقه وتربية أبنائه, و كذا, مخالفة الزوج وعصيانه فيما نهى عنه, كالخروج بدون إذن زوجها, وإدخال بيته من يكره, وزيارة من منع من زيارته, وقصد الأماكن التي نهى عنها, والسفر بلا إذنه… و رفع الأصوات و الكلام الرديء في حق زوجها .
و الطاعة تكون في المعروف, لا في المعصية, لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
و لقد حث رسول الله صلى الله عليه و سلم, الزوجات بالإحسان إلى أزواجهم و التقرب لله عز وجل بذلك, وبطاعة الأزواج.
عنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ عَوْفٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا صلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا ، وَصَامَتْ شَهْرَهَا ، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا ، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا ، قِيلَ لَهَا : ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ.[1]
وإن أصرت على النشوز, يجوز للزوج هجرها فوق ثلاث[2], إلا أن هجر الزوجة الناشز لا يكون إلا في المضجع، وليس في كل الأحول، كما قال تعالى :واهجروهن في المضاجع 34 النساء. بعد العظة والنصيحة، و قد يكون الهجر أنفع ، فإن كان العكس لم يشرع الهجر.
وعن أمِّ سَلَمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيُّما امرأةٍ مَاتَت وزوجُها عنها راضٍ، دخلَت الجنة.[3]
عن عبد الله ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا ينظرُ اللهُ إلى امرأةٍ لا تشكرُ لزوجِها، و هيَ لا تستغني عنهُ.[4]
و هذا تحذير من رسول الله صلى الله عليه و سلم للمرأة التي لا تعترف لزوجها بالجميل, وتتنكر لفضله.
و بالمقابل, إذا حصل من الزوج ظلم وتقصير في حقوق المرأة أو جفاء, فلها أن تعظه بالله وتذكره بحقوقها, و يجب على كل منهما أن يستحضر المودة والروابط القوية التي تجمعهم لقوله عز و جل وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً.و قول رسول الله صلى الله عاليه وسلم : إن أكمل المؤمنين إيمانا, أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله[5].
و يجب عليها أن تستأثر الصلح على الفرقة, لقوله تعالى :
وإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ 128 النساء
ويقول النبي صلى الله عليه و سلم مخاطبا الأزواج : لا يفرك – يعني لا يبغض – مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا, رضي منها آخر…[6] ، و يقول أيضا : خياركم, خياركم لنسائهم. [7]
وانقطاع الحوار والتفاهم بين الزوجين من أسباب نشوز الزوج أو الزوجة, و هو الداعي للتمرد على الحياة الزوجية, إذ ينبغي أن يكون هناك ثمة تفاهم وتواد بين الزوجين وأن يكون بينهما تواصل ومحبة و احترام متبادل, لأن لا يصلوا إلى الباب المسدود, لا قدر الله, و ما يترتب عليه من تفكك للأسر.
———————————————-
الترغيب و الترهيب المنذري 3/97[1]
التي تخرج عن طاعة زوجها[2]
سنن الترمذي 1161 إسناده حسن غريب[3]
السلسلة الصحيحة الألباني 289 [4]
سنن الترمذي 2612 الراوية. عائشة أم المؤمنين[5]
صحيح مسلم 1469 – رواه أبو هريرة[6]
صحيح ابن ماجة الألباني 1622[7]